Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ح

Writer,Technologist & Digital Publisher

مدة القراءة: دقيقة واحدة

كتب وبحر وموسيقى في معرض جدة للكتاب

تستعيد جدة وهجها الثقافي وأجواء الكرنفالات مع موعدها السنوي بإقامة معرضها الدولي للكتاب  بعد مواسم الشوق والانتظار ، هذا العام  كانت مظاهر  البهجة والفرح تعم أنحاء المعرض ، في ظل الإحتفال باليوم العالمي للغة العربية  ، وتكريم رموز الثقافة لمساهمتهم الجليلة في توثيق الإنتاج الفكري والعلمي، وهم الدكتور أحمد الضبيب والدكتور عباس طاشكندي والدكتور يحيى بن جنيد والأستاذ عبد الرحمن المعمر والدكتورة هدى العمودي والأستاذ خالد اليوسف، إضافة إلى الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي. 

حيوية الشباب المنظمين وترحيبهم بالحضور والزوار الوافدين ،ومساعدتهم في إستخدام  شاشات البحث عن الكتب ، منعت الفوضى والزحام  على دور النشر والأجنحة  المشاركة،  وأصبح المعرض مساحات للتلاقي والحوار  ،  ومقابلة الأصدقاء بعد غياب على جلسات مطلة على شاطئ أبحر ، ويزدهر النقاش المستفيض حول جديد المطابع وآخر الإصدارات ، بينما يرتاد الجمهور نشاطات معرض جدة المتنوعة في دورته الـثالثة الذي تضمن عرض أفلاماً قصيرة للأطفال وندوات ثقافية ولقاءات مفتوحة، وورش عمل عن كتابة الرواية والسيناريو ، و عزفا منفردا على التشيلو  في الهواء الطلق ،وعروض فرقة الأكروبات الصينية،  وشهدت فعالياته حضورا كثيفا  من سكان جدة و القادمين إليها من مكة والطائف والمدينة.

وتميز هذا العام بالبرنامج الثقافي الذى نجح في استقطاب أسماء بارزة مع وجوه شابة للحديث عن  قضايا النشر والتأليف، ،كذلك إقامة أنشطة جديدة مثل مسابقة للقراءة ، وهاكثون (تحدي ابتكار القراءة)، ، بالإضافة إلى   ورشة عمل للخط الصيني ، ومعرض الفن الإسلامي في المتاحف الأوروبية ،وركن الخطاطين.

ويعبر  الإقبال الكثيف في معرض جدة  على إقتناء  الكتاب الورقي رغم توفر الكتب الإلكترونية ،  إستمرار عشق تلك النكهة التي يوفرها المكتوب المطبوع  ورائحته الأليفة ، تلك النشوة العابرة وحالة السعادة التي تصيبك  عندما تظفر بالكتاب الذي كنت تبحث عنه لسنوات طويلة ، وتنتهي المغامرة الشيقة  بحثا عن ينابيع الجمال ورحيق المعرفة  العذب في تظاهرة حضارية جميلة.

حياة في القراءة 

تحدث الناقد السريحي في ندوة "حياة في القراءة" عن رحلته مع الكتب والتأليف وذكرياته مع أصدقائه الشعراء والأدباء ، وتناول في حديثه تجربة الشاعر محمد الثبيتي والروائية رجاء عالم الذى أعتبرها نظيرة الثبيتي في عالم السرد ، السريحي ذكر أنه توقف عن كتابة الشعر بعد صدور ديوان "التضاريس" ، وقام بنشر  كتابه «عتبات التهجي... قراءة اولى في التجربة الشعرية عند محمد الثبيتي» قارئاً تجربته الشعرية الفريدة  واللغة الجديدة التي يرسم معالمها الحلم تارة والوهم تارة أخرى.

وحول الغموض وصعوبة نصوص الروائية رجاء عالم ، أوضح السريحي أن  القراءة الناقدة لروايات عالم  تقدم مقترحا لحل جزء كبير من المتاهة التي يجد قراء رجاء عالم أنفسهم متورطين فيها حين تنفلت من بين أيديهم شخصيات السرد ومعالم المكان وحدود الزمان ، ويمسها التحول الذي تتناسخ فيه الكائنات وتتداخل الأزمنة وتتجاذب أطراف الأمكنة رغم تباعدها على نحو مفاجئ،  يصبح فيه الماضي حاضرا والمستقبل ماضيا وشرق الأرض غربا لها وتنتظم كائنات السرد في حركة حية يتماهى فيها الشخوص على اختلاف أنواعهم وأجناسهم والبيئات التي ينتمون إليها.

يقول السريحي: ثمة نهر جارف يظهر جليا ، ومستترا حينا آخر يحرك العالم في رواياتها ، وهو النهر الذي تكشف عنه بوضوح مجموعتها القصصية الوحيدة  (نهر الحيوان) ، وهو النهر الغامض الذي ينتظم الكائنات جميعها ويسمح بالتحول بين الكائنات الحية فتصبح معه المرأة حية تتلوى حينا وشجرة مثمرة حينا آخر ، وتتلبس بالعالم من حولها فتصبح القلعة كائنا حيا مسكونا بروح تلوب الأزمنة لتستقر في كل شيء.

السريحي صاحب ذائقة شعرية متفردة، وأطرب الحاضرين بطريقة إلقائه ونغمة صوته الجهوري ، وعندما سئل عن تمسكه بالحديث بالفصحى ،أجاب بأن هذا نوع من الإحترام  عند المشاركة في ندوة عن القراءة في معرض للكتاب وبيوم العالمي للغة العربية ، مفسرا طريقته المميزة في الإلقاء" استفدت من مخرج الإذاعي  سعيد هندي في تعلم نطق الحروف من مخارجها الصحيحة ،  وخاصة تلك الأحرف التي تخرج من أسفل الحنجرة".

مكتبات جدة القديمة

تجمهر عدد كبير لحضور ندوة «ماضي المكتبات في مدينة جدة» التي شارك فيها  الدكتور عبدالله مناع، والدكتور مبارك المعبدي، وعبدالوهاب أبو زنادة، وتحدث مناع عن تاريخ مكتبات جدة في الخمسينات الميلادية ، مسترجعا ذكرياته حول زيارته للمبنى القديم لمكتبة وزارة المعارف في حي النزلة ، ومكتبات الأصفهاني في السوق الكبير إلى جانب مسجد عكاش ، ومكتبة الخازندار عند برحة  دبوس ، ومكتبة باريان في حارة الشام، وأشار إلى أن سكان جدة يسارعون لهذه المكتبات في زمن الحرب العالمية الثانية لمعرفة الأخبار وآخر تطورات المعارك الدائرة بين جيش الحلفاء ضد هتلر.

وأمتع  الكاتب الكبير عبدالله مناع الحضور بسرده الشيق ، موضحا أنه كان يروي عطشه للمعرفة بزيارة مكتبة الأصفهاني ، التي كانت تأتيها الكتب والصحف والمجلات  من بيروت والقاهرة ، ويذهب إلى مكتبة الخازندار المتخصصة في الكتب والمجلات الأجنبية التي يتردد عليها القناصل وأفراد المجتمع الدبلوماسي, لافتا إلى الإنتشار الكبير لكتاب "دلائل الخيرات" في تلك الحقبة، وإقبال الناس على شرائه من مطبعة الفتح ، وأشاد في ختام حديثه  بموقف الملك فيصل الذي رفض مطالب بعض الوجهاء لمنع الكتاب  الشهير "خواطر مصرحة" للأديب والشاعر محمد حسن عواد.

بعدها جاء دور الباحث مبارك المعبدي الذي تناول في حديثه المكتبات الشخصية في الغربية، وأهمها مكتبة الشيخ محمد نصيف التي تم نقلها إلى مكتبة الملك عبدالعزيز منتصف السبعينات الميلادية بعد صدور قرار  الملك فيصل  بشراء المكتبة من ورثة نصيف لحفظها ورعايتها . وتطرق المعبدي إلى مصير المكتبات الشخصية لمحمد صالح باعشن ومكتبة التاجر على ناصر العماري التى تضم مخطوطات تاريخية انتقلت إلى دارة الملك عبدالعزيز. 

وأعاد أبو زناده  مسار الحديث حول مطابع الكتب ، وذكر أن أول مطبعة في جدة كانت تسمى مطبعة رمزى ، كانت تقوم بطباعة جريدة الإصلاح في العهد العثماني منذ العام 1327ه ، ولاحقا تأسست  مكتبة الأصفهاني في العام 1954م ، وأدخل صاحبها محمد حسين أصفهاني تقنية الزنكوغراف لأول مرة ، وطبعت كتاب "مختصر كتاب جدة" للشيخ حسن أبو الحمائل ، وكذلك مطبعة دار الشروق للنشر والتوزيع لصاحبها المربي محسن باروم ، ومن أهم ما نشرت كتاب "رحلة الحج إلى البيت الحرام"  للشيخ محمد المختار الشنقيطي صاحب أضواء البيان .

تجارب شبابية 

كان للشباب النصيب الوافر من فعاليات المعرض بالمشاركة والتفاعل ، إذ أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي ندوة لمناقشة التجارب الشبابية في كتابة الرواية والنشر وكتابة قصص الأطفال شارك أروى خميس، داليا تونسي، شيماء الشريف، لؤي نسيم، سلمان الطياري، وأحيا الشعراء الشباب  مقعد السعدي، محمد التركي، إياد الحكمي، عطاف سالم أمسية شعرية لافتة ، وتحدث المترجم راضي النماصي عن رحلته مع الكتب في محاضرة  «في حب القراءة» ، كما أقيم ملتقى القراء لعرض المبادرات والأفكار الإبداعية للتشجيع على القراءة عبر أسلوب خطابي وعرض مصور أمام الجمهور ، وجمع الملتقى نخبة من الناشطين في مجالات ثقافية متنوعة تشمل القراءة والتدوين والترجمة والفنون البصرية ، وضمت قائمة المتحدثين : معجب الشمري شريك مؤسس في دار تشكيل للنشر، ومنار العميري صاحبة منصة ضاد للكتب الصوتية، ومحمد القحطاني بطل العالم في الخطابة لعام٢٠١٥، وعبدالله الحضيف مؤسس مقهى أرباب الحرف، وفاطمة المحسن كاتبة وفنانة تشكيلية، وسارة الحميدان مؤسسة مبادرة أصدقاء القراءة، و أحمد بادغيش مدون مهتم بالفلسفة والفنون. وشاركت الطفلة شذى الطويرقي الفائزة بالمركز الرابع في مسابقة تحدي القراءة العربي لعام 2017م بدبي في مشاركة معبرة بعنوان (وألهمني كتاب ) .

  














ح

Writer,Technologist & Digital Publisher

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين