رحمةُ الله على قلوب رحلت ولم تُنسى، وجبر الله قلوب اشتاقت فدعت ١٤٣٧/٥/١٠ رحيل جدتي رحمها الله.
أنت وطن لنفسك
إعتقدت انه بمجرد الانفراد بكتاب ما والغوص في قراءته وفهم عمق ما يحتوية من حكم ووقائع حياتية، فأنا هنا وفي هذه اللحظة أصبح من فئة المثقفين والمشبعة عقولهم بالمعرفة ، اعتقدت أن معرفة حضارات الدول الاخرى وانجازاتهم والصعوبات التي واجهوها للوصول لمبتغاهم والنجاح الباهر الذي هم فيه الأن سيصنع مني عقل متحضر وواعي لما يدور بجواره من احداث ، كنت انبهر وأشيد بانجازاتهم وحياتهم الغربية البسيطة بنظري القصير انذاك ، وفي الحقيقة كنت غافلًا وجاهلًا في كل مرة أمسك بكتاب وأقراءة بنشوة دون أن أشعر أنني جائع وفقير لوطني ولتاريخه وحضراته وإنجازاته في كل سطر أغيم جزء مني قطعة من روحي ولدت لأفخر بها وأغوص في تفاصيلها الرائعة ، لم أعي أنني في فترة ما من حياتي كنت ساذجا لدرجة تجاهل او عدم ملاحظة ما حولي من جمال كيف لعيني أن تلوح بنظرها للبعيد وهي محاطه بكل هذه الانجازات والنجاحات والتاريخ العريق ، كيف لأحرفي أن تنطق على سطور لم تسطر هذا المجد كنت وطن بلا هوية يبحث عن تعزيزات من غيرة ويلجأ لقراءة غيرة ليشعر أنه على قيد الحياة ولا زال على هذه الارض يتنفس ولكن في الواقع كنت غريب حتى وجدت هذه الهوية الضائعة واحتويتها بكل تفاصيلها حتى سعيت معها إلى المجد والنجاح أصبحت مغرورًا بها وبذكائي المتأخر لكشفها وولادتها للنور.
هل زاد فضولك لمعرفة أي وطن أتكلم عنه ؟
أنه أنت الوطن لنفسك وروحك لو إختليت بنفسك مرة لعرفت لماذا أشيد بها وأمجدها في هذه السطور لأنها أستحقت كل هذا فعلًا، أبحر في عمق جوفك وأنظر لذاتك على أنها وطنك الصغير الذي يستحق منك وقفة للأهتمام به وتجاهل حياة الآخرين فلن ينالك منها سوى الفشل والإحباط.
عروب آل سليمان.
رحمةُ الله على قلوب رحلت ولم تُنسى، وجبر الله قلوب اشتاقت فدعت ١٤٣٧/٥/١٠ رحيل جدتي رحمها الله.